majestictailoring.com
نفى المولى عز جل عن نفسه صفة الفقر في العديد من الآيات القرآنية من ضمنهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: (15)]. كذلك أنكر المولى عز وجل عن نفسه صفة الموت في قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: (88)]. كما نفى الله تعالى عن نفسه صفة النسيان في قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: (64)].
الغفور: الله تعالى غفور رحيم يغفر للعباد تقصيرهم ولولا هذه الصفة لهلك الكثير منا، ونستدل على هذه الصفة من قوله تعالى: { وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: (22)]. السمع والبصر: الله تعالى سميع وبصير بالعباد يرى ما يفعلوه ونستدل على هذه الصفة من القرآن الكريم من قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير} [الشورى:11]، وكذلك من قوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أسمع وَأرى﴾ [طه: 46]. وبهذا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام حديثنا اليوم الذي دار حول صفات نفاها الله عن نفسه في آيات القرآن الكريم، فقد نفى المولى عز وجل عن نفسه العديد من الصفات، هذه الصفات أوضحناها لكم مستندين في ذلك على ما ورد في آيات القرآن الكريم، وفي النهاية نشكركم على حسن متابعتكم لنا وإلى اللقاء في مقال آخر من مخزن المعلومات.
إذ إنّ الخلق محتاجون، بينما ربّ العزة مستغنٍ عن الجميع دون استثناء، ولا يحتاج أحداً من خلقه أبداً، وهذا ما يُخالف الله -تعالى- به خلقه، فالخلق محتاجون لله -تعالى- ومحتاجون لبعضهم بعضاً، ويكمل الواحد منهم الاخر. [١٣] أمّا الله -تعالى- غني عن الكل، وهذه الصفة لا توجد إلّا في الله -جل وعلا-، فالله -تعالى- ليس له شبيهٌ من خلقه يوصف به أو يُنسب إليه، فهذه صفات الله وحده فهو مخالف للحوادث. [١٣] المراجع ↑ مقاتل ، تفسير مقاتل بين سليمان ، صفحة 925. بتصرّف. ↑ سورة الإخلاص، آية:1 ↑ ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير ، صفحة 506. بتصرّف. ↑ القرطبي ، تفسير القرطبي ، صفحة 244. بتصرّف. ↑ سورة الإخلاص، آية:2 ^ أ ب عبدالرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن ، صفحة 945. بتصرّف. ↑ محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، تهذيب اللغة ، صفحة 106. بتصرّف. ↑ إسماعيل الأصبهاني، الحجة في بيان المحجة ، صفحة 126. بتصرّف. ↑ حسن أيوب، تبسيط العقائد الإسلامية ، صفحة 85. بتصرّف. ↑ محمد بن جرير الطبري، جامع البيان ، صفحة 734. بتصرّف. ↑ سورة الإخلاص، آية:3 ↑ عبد الرحيم السلمي، شرح العقيدة الواسطية ، صفحة 22. بتصرّف. ^ أ ب مكي بن أبي طالب ، الهداية إلى بلوغ النهاية ، صفحة 8496.
إذاً: لا ينجو الإنسان إلا إذا حقق هذين النوعين من التوحيد: توحيد المعبود -وهو: الله- وتوحيد الطريق الموصلة إلى الله؛ لأن معنى أنك تشهد أن لا إله إلا الله: أنك تثبت أنه لا ينبغي أن توجّه العبادة إلا إلى الله، وأن من عبد أو وجه العبادة لغير الله فقد أشرك بالله واتخذ معبوده إلهاً من دون الله. فخلاصة الكلام: أن الشقّ الأول من كلمة التوحيد يدلنا على توحيد العبادة، فإذا قال قائل: يا رب آمنت أنه لا إله إلا أنت، وأنه لا ينبغي أن توجّه العبادة إلا إليك، إذاً: كيف يتعرف هذا على كيفية العبادة؟ وعن أي طريق يعرف ما يرضي ربه ليفعله؟ وما يسخطه ليتجنبه؟ وكيف يصلي؟ وكيف يصوم؟ وكيف يزكي؟ وكيف يحج؟ وكيف يقوم بسائر العبادات؟ وقد أتى بيان هذا كله في الشق الثاني، وهو توحيد الطريق الموصلة إلى الله، فلا يعبد الله بالأهواء، ولا بمقتضيات العقول فحسب، وإنما يعبده بالوحي الذي يوحيه الله للرسول الذي أرسله كي يعلمك كيف تحقق التوحيد. فإذاً: لابد من توحيدين: توحيد الله عز وجل، وتوحيد الطريق الموصلة إلى الله، إذ لا يمكن أن يقبل الله من العبد عبادة إلا إذا كانت موافقة لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
[٩] ويتصف الله -تعالى- بصفات الكمال والعَظمة المطلقة والتي ينفرد بها فلا يوجد من له هذه الصفات إلا الله -تعالى- ومن أهم صفاته؛ الوحدانية، والعلم، والقدرة، والإرادة، والقِدم، والوجود، ومخالفته للحوادث، وغيرها من الصفات التي تنم عن التفرد والكمال المطلق. ا لصفة في قوله (لم يَلِد ولم يُولَد) إنّ من النقص الذي يُلازم المخلوق حاجته للولد، إذ يكمُل بذريته ويمتد منها نسله، وبالمقابل فإنّ الولد لا يستغني بوجوده عن والده، فكلٍّ من الوالد والولد محتاج للآخر ويتُمم نقص الآخر، وهذا النقص والإحتياج لا تجده في حق الله -تعالى- فهو ليس له أبٌ ولا أم ولا صاحبة، وهو مستغني عن الولد. وقد سبق بيان معنى صفة الصمدية، والتي من معانيها أيضاً الذي لم يلد ولم يولد، [١٠] فالله -تعالى- يمتدح نفسه ويستدل على كماله بأنّه لا ولد له، وأنّه أيضاً يُظهر كمال استغنائه بعدم حاجته لوالد، وهذا عند قوله -تعالى-: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد). [١١] [١٢] والصفة المقصودة في قوله -تعالى- هي كمال الاستغناء بذاته -جل وعلا-، بخلاف البشر الذين لا يستغنون عن الوالد والولد. الصفة في قوله ( لم يكن له كفوًا أحد) بعد عرض صفة الوحدانية وصفة الصمدية، وبيان كمال استغناء الله -عز وجل- عن الأب والإبن، إذ لن تجد هذه الصفات في غير الله -تعالى- ولن تجدها إلّا فيه -جل وعلا-، وهنا تظهر الصفة الأخيرة في سورة الإخلاص وهي أنّ الله -تعالى- لا يوجد من يكافئه أبداً.
[٦] ويتوجّه إليه العباد في جميع شؤون حياتهم، [٦] وتَوجُهِ الخلق له دون غيره، دلالة على أنّه الإله الواحد الحقّ وبطلان غيره من الآلهة، فالصّمد هو الربّ الكامل. [٧] المعنى الثاني اسم الله الصمد هو الذي لا جوف له، فهو لا يأكل ولا يحتاج إلى طعامٍ ولا إلى ما يحتاجه البشر، ومعاني اسم الصمد تدل على صفةِ الصمدية التي يتفرد بها الله -عز وجل- عن الصمد من البشر. والصّمد من البشر؛ هو الذي بلغ المُنتهى في سؤدده وسيادته، إلّا أنّه يحتاج الطعام والشراب وغيرها من الأمور الدنيوية، فعلى الرغم من كمال سيادة هذا الشخص إلا أن به نقص لأنه من البشر. [٨] صفة وحدانية الصفات صفات الله -عز وجل- لا يشاركه بها أحد من الخلق ، إذ إنّ صفات المخلوق تُناسبه وتليق به، وصفات الخالق تتميز بالكمال المُطلق، وهي خاصة به وتليق به -سبحانه-، فكما أنّ لله -تعالى- ذاتاً لا تٌشبه ذات الخلق، أيضاً صفاته -تعالى- كلها ذاتية ممّا تفرّد بها الله -عز وجل-، فالله -تعالى- أحدٌ في صفاته متفردٌ بها. وإن تشابهت أسماء الصفات بين الخالق والمخلوق، فإنّ هذا لا يعني أنّ للمخلوقات صفات تُماثل صفات الخالق، إذ إنّ صفات الإنسان محدودة لا تتعدى قدرة الإنسان، وهي تسدُّ حاجاته المحدودة فقط، لذا لا يوجد فعلٌ للمخلوق يشبه فعل من أفعال الخالق.
أما الدليل على أن الله تعالى لا ينام ولا يغفل فتمثل في قوله تعالى {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ} [البقرة: (255)]. ما هي الصفات التي نفاها الله عن نفسه مع الدليل الصفات التي نفاها المولى عز وجل هي الصفات السلبية وجميعها صفات نقص ولأن المولى عز وجل يتصف بالكمال لا يمكن وصفه بأي صفة من صفات النقص وقد نفى المولى عز وجل عن نفسه العديد من الصفات الغير محمودة، كالموت والسنة والنوم والظلم هذه الصفات وردت في الأحاديث النبوية وفي آيات القرآن الكريم ويسبقها أداة نفي ويمكنكم التعرف عليها تفصيلًا عبر السطور التالية: نفى الله تعالى عن نفسه صفة الموت والدليل على ذلك قوله تعالى: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} [الفرقان:58]. كذلك نفى المولى عز وجل عن نفسه صفة الظلم في العديد من آيات القرآن الكريم ومن ضمنهم قوله تعالى: { وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف:49]. كما نفى الله تعالى عن نفسه صفة العجز في قوله تعالى: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ} [فاطر:44]. كذلك نفى الله تعالى عن نفسه صفة الغفلة في العديد من آيات القرآن الكريم ومن ضمنهم قوله تعالى {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [النمل: (93)].